ضحية حرب
عندما تدخل منزلهم تشعر أن هناك أوجاعاً و آلاماً تحوم داخله، وما أن ترى شيماء حتى تدرك سبب شعورك ذاك وتعرف القصة، قصة شيماء تلك الطفلة الجميلة رغم تشوه وجهها، قصة ألم قد لا يحتمله قلب و لا يطيقه بشر.جالسة بجانب أخيها الذي وجدت الأمان بالقرب منه في زمن الحرب و القذائف و الطائرات في المنطقة التي تعيش فيها عائلة شيماء في حلب.
لم تكن تعلم شيماء أن ذلك اليوم هو آخر عهدٍ لها بأخيها، آخر عهد لها بالنور بالشمس بالسماء و النجوم، آخر عهدٍ لها بنعمة البصر.
رصاصة طائشة من سلاح أعمى أصابت أخوها ( عبدو ) ليرديه قتيلاً شهيداً على الفور.
لم تكتف تلك الرصاصة اللعينة بذلك فحسب، بل أصرت أن تحول حياة شيماء إلى ظلام و ألم وقهر لها ولعائلتها و لكل من يراها أو يسمع بقصتها.
حقيقة تعجز الكلمات و لغات الأرض عن وصف حالة والديها عندما وصلهم نبأ الفاجعة، موت الابن الوحيد و ضياع النور من عيني ابنتهم الوحيدة أيضاً.
لتلجأ العائلة إلى تركيا لعلهم يجدون علاجاً لما تبقى لهم من ابنتهم أملاً في النجاة بها، لكن حتى العلم و تقدمه وقف عاجزاً عن إصلاح من سببته تلك الرصاصة ، وأنّى لطفلة لم تتجاوز عامها السادس أن تتحمل قسوة و جبروت الرصاص.
تكاليف العملية كبير و باهظ ووضع العائلة حائر وفقير، وهذا النوع من العمليات لا تُجرى إلا في الدول المتقدمة جداً مثل ألمانيا، أمريكا أوكندا.
لم تستسلم شيماء لواقعها المرير، بل أصرت على الدراسة و التعلم وسجلت في مدرسة المناهل الدولية، وها هي اليوم تتفوق على ظروفها و تحرز المرتبة الثانية في صفها.
لكنها تخشى ألّا تحقق حلمها بسبب فقدانها للبصر، على أمل أن يهيئ لها الله من ينقذها ويخرجها من الظلام إلى النور و تحقق هدفها في أن تدرس الهندسة و تكمل حياتها كما كانت تأمل و تتمنى.
لمتابعة الأخبار بالعربية
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا